يعد الكركم من أحد التوابل المشهورة التي تستخرج من جذور نبات الكركم الطويل والذي ايضا معروف بالورس, وينتمي الى عائلة الزنجبيل, يستخدم الكركم كثيرا في المطبخ الآسيوي, ويستخدم في تحضير الكثير من الاطعمة منها الخردل والزبدة ومسحوق الكاري, ايضا يستعمل في تلوين الأطعمة ومستحضرات التجميل, ويعد الكركم معروف بلونه الأصفر ونكهته المميزة الذي يعد لبعض الاطباق عنصرا لا غنى عنه, ولا تقتصر فوائد الكركم فقط في الطهي, له أيضا فوائد صحية وعلاجية تستخدم منذ القدم في الطب البديل.
يزيد الكركم من قدرة مضادات الاكسدة في الجسم
الضرر الناتج عن الاكسدة يعد احد العوامل الرئيسية المسؤولة عن الشيخوخة والعديد من الأمراض, ويشمل هذا الضرر الجذور الحرة, وهي جزيئات قوية التفاعل تحتوي على إلكترونات غير متزاوجة, وتميل هذه الجذور الحرة الى التفاعل مع مركبات عضوية هامة مثل البروتينات والأحماض الدهنية والحمض النووي.
مضاد للالتهابات
يمتاز الكركم بخصائصه المضادة للالتهابات, ويحتوي على مجموعة كبيرة من مضادات الاكسدة والمواد المضادة للفيروسات والفطريات والجراثيم, لذلك يعد من العلاجات الطبيعية لالتهابات المفاصل, ويستخدم لتطهير الجروح والحروق, وايضا يعد مسكن طبيعي للآلام.
فوائد الكركم و خصائصه المضادة للالتهابات
- يعالج التهاب المفاصل: يعتبر علاجا طبيعيا لعلاج المفاصل والتهاب المفاصل الروماتويدي.
- علاج الأمراض الجلدية: يعالج بعض الأمراض الجلدية الالتهابية وأهمها يساعد في علاج الصدفية.
- يقي من الأنفلونزا: لأنه يعبر مادة مضادة للفيروسات والبكتيريا, فهذا يجعله مشروبا فعالا في مقاومة السعال الذي ينتج من نزلات البرد والانفلونزا.
- الربو: يعمل الكركم على تقليل الالتهابات المرتبطة بالربو, عن طريق شرب كوب من الحليب الدافئ وإضافة ملعقة صغيرة من الكركم عليه.
- جهاز المناعة: يساعد الكركم على تحفيز وتقوية جهاز المناعة في الجسم.
يساعد الكركم في الوقاية من السرطان
تظهر العديد من أنواع السرطانات المختلفة تأثرها بالمكملات الغذائية التي تحتوي على الكركمين(هو مادة كيميائية وعنصر متواجد في الكركم بشكل طبيعي), ويعتبر الكركمين عشبة مفيدة في معالجة السرطان, ووجد انه يؤثر في نمو وتطور السرطان في الجسم.
وتبين من خلال الدراسات التي أجريت انه يساهم في موت الخلايا السرطانية, ويقلل من انتشار السرطان في الجسم, ويقلل من تكون الأوعية الدموية الجديدة في الاورام, وهناك ادلة تقول ان الكركمين قد يمنع من الأصل حدوث السرطان وخاصة سرطانات الجهاز الهضمي مثل سرطان القولون.
ووجد ايضا ان الكركم يقي أيضا من بعض السرطانات الاخرى, مثل سرطان البروستاتا وسرطان الجلد وسرطان الثدي, وسرطان الدم في مرحلة الطفولة, كما أنه يعد فعال في تعزيز دور بعض أنواع العلاج الكيماوي لمن يخضع إليه ويقلل من آثاره الجانبية.
فوائد الكركم لخسارة الوزن
- أظهرت بعض التجارب أن الكركم يساهم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي للدهون, وهذا يساعد على خسارة الوزن.
- يعمل الكركم على إزالة السموم من الكبد, وهذا يساعده على أداء وظائفه المتعلقة بحرق الدهون بشكل فعال, حيث أن مادة الكركمين الموجودة بالكركم بها دور هام في تعزيز عملية حرق الدهون.
- يوجد في الكركم عنصر يساعد على تحفيز المرارة لزيادة افراز العصارة الصفراوية.
- يساهم الكركم في تنظيم مستويات السكر في الدم وتقليل مقاومة الخلايا للأنسولين, وهذا يساعد على منع ارتفاع الانسولين المفاجئ ويعمل على تقليل تخزين الدهون الزائدة في الجسم.
- يساعد في تحسين عملية الهضم, ويقلل من أعراض الغازات والانتفاخ.
- يقلل الكركم من الشهية ويعطي شعور بالشبع, لأنه يعمل كمثبط ل الهرمون المسؤول عن التحكم في الشهية, وهذا يساعد في تقليل كمية الطعام المتناولة.
الكركم وفوائده للحامل
للكركم فوائد صحية متعددة قد تستفيد منها المرأة الحامل, ولكن حرصا على السلامة يفضل استخدام الكركم بكميات قليلة أثناء فترة الحمل وينصح استشارة الطبيب, ومن فوائد الكركم للجسم أثناء فترة الحمل ما يلي:
- يساعد الكركم في علاج النمش.
- يدعم الكركم الجهاز المناعي.
- يعمل على تخفيف التورم والألم, ويقلل الالتهابات.
- يحافظ على مستوى البكتيريا السليمة في الأمعاء, فيحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويقلل م الغازات والامساك.
- يزيل الكركم السموم من الكبد, ويعمل على تنقية الدم
- تحسين الدورة الدموية: يعزز الكركم الدورة الدموية السليمة, وهذا يساعد من الوقاية من تشكل الجلطات الدموية, وهذه مشكلة تواجهها العديد من النساء أثناء فترة الحمل.
تحذيرات هامة:
- التأثير على الرحم: كما ورد سابقا يجب استشارة طبيب وتناول الكركم بكميات قليلة, اذا تناولت المراة الحامل كميات كبيرة من الكركم, هذا يزيد من خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض.
- التفاعل مع الأدوية: اذا كانت المراة الحامل تاخذ ادوية معينة مثل مضادات التخثر, فقد يتفاعل مع الكركم مما يزيد من احتمالية خطر النزيف.
فوائد الكركم للبشرة
يتميز الكركم باحتوائه على مادة الكركمين, التي تعتبر العنصر النشط به, وقد تبين انه مهم جدا للبشرة والوجه, فما أهم فوائده للبشرة؟
- يقي من سرطان الجلد: من مضادات الاكسدة القوية التي تمتلك خصائص مضادة للسرطان هو الكركمين الذي يعد العنصر النشط في الكركم, هكذا أوضحت الدراسات , ولكن قال المختصون انه يجب اجراء المزيد من الأبحاث, واختبار تأثير الكركم على البشرة.
- يقي من التجاعيد وعلامات التقدم في السن: أظهرت دراسة أن الكركم يحتوي على خصائص قوية تحمي الوجه من الأشعة فوق البنفسجية والاشعة الضارة, وايضا وجد ان مستخلص الكركم يزيد من سماكة الجلد ويقلل من فرص ظهور التجاعيد الناتجة عن التعرض لاشعة الشمس على المدى الطويل.
- يساعد الكركم على تجديد البشرة: أظهرت الدراسات أن الكركمين له خصائص تعزز من شفاء الجروح وتساعد على التئام الجروح ويساهم في تجديد البشرة, ومكونات الكركم تساعد في مكافحة الالتهابات, واضافة الى ذلك, يعتقد أن الكركمين يساهم في تنظيم البروتينات والانزيمات المشاركة في التئام الجروح.
الكركمين وعلاج الاكتئاب
تعد معالجة الاكتئاب مهمة صعبة, حيث أن 50% فقط من المرضى يستجيبون للعلاجات التقليدية, وحتى المستجيبون قد يبقون يعانون من بعض الأعراض المستمرة لذلك, لذلك هناك حاجة ضرورية الى بدائل آمنة وفعالة, والكركمين هو أحد هذه البدائل وهو يعد العنصر الفعال في الكركم, وهنا تعد واحد من أهم فوائد الكركم التي تساعد في تحسين الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب.
يعزز الكركمين مستويات الناقلات العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين, التي لهم أدوار مهمة في تحسين المزاج, وايضا يتميز بخصائصه المضادة للالتهابات التي تساعد في تقليل التوتر العصبي وتعزيز مرونة الدماغ, وبما أن الاكتئاب يرتبط بانخفاض مستويات BDNF وانكماش منطقة الحصين وهو يعد جزء من الدماغ له دور هام في الذاكرة والتعلم, فقد بينت الدراسات أن الكركمين يرفع مستويات BDNF ولذا فانه يساعد في تقليل بعض آثار الاكتئاب.
التجارب السريرية حول استخدام الكركمين لعلاج الاكتئاب بدأت مؤخرا, إلا أن النتائج الاولية كانت مشجعة, أظهرت تجربة أجريت في عام 2013 أن الكركمين قد يساعد في تحسين الحالة المزاجية للفرد, واظهرت دراسات اخرى انها تؤكد ان الكركمين يساهم بشكل كبير في تقليل أعراض الاكتئاب, ومع ذلك تبقى هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث افهم آثاره بشكل أكبر.
الكركمين والزهايمر
يعد مرض الزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعا, تبدأ أعراضه بمشاكل في الذاكرة, ومع تقدم المرض يصبح من الصعب على المرضى رعاية انفسهم او التعرف على عائلتهم واصدقائهم, العلاجات الحالية تحسن الوظائف بشكل قليل, لكنا لا توقف تقدم المرض, ومع تزايد أعداد المصابين بالزهايمر هناك حاجة ضرورية الى خيارات علاجية وقائية أكثر فاعلية.
يوجد الكثير من فوائد الكركم للعلاجات الطبيعية مثل زيت السمك وغيرها, ومن بين هذه العلاجات يبدو أن الكركمين يعطي بعض من الامل, وخاصة أن مرض الزهايمر يرتبط بمشاكل في التحكم في نسبة السكر في الدم, وهذا يشار اليها احيانا باسم السكري من النوع الثالث, والكركمين يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم, وهذا قد يكون مفيدا في الوقاية من المرض.
الزهايمر يسبب في تراكم لويحات الاميلويد وتشابكات تاو في الدماغ, وقد أجريت دراسات على الحيوانات أن الكركمين يمنع تكوين هذه اللويحات, بل يقلل من تراكم اللويحات الموجودة, فإذا أثبتت هذه النتائج على البشر فسوف يكون للكركمين دور مهم في الوقاية من الزهايمر.
ختاما, يعد الكركم من التوابل الغنية بفوائدها الصحية الكثيرة, بفضل العنصر النشط فيه وهو الكركمين, الذي له تأثيرات مضادة للالتهابات, وهذا يجعله علاجا طبيعيا للكثير من الحالات, وبفضل تنوع فوائد الكركم يمكن القول أن وضع الكركم في النظام الغذائي اليومي يعد خيارا جيدا وصحيا قد يساعد في تحسين نوعية الحياة وتعزيز الصحة بشكل عام.